زيارة وزير الخارجية الجديد إلى مصر تلفت أنظار الاهتمام البالغ
2023-01-31 14:41
في يوم 15 يناير، قام وزير الخارجية الصيني تشين قانغ بزيارة إلى مصر ومقر جامعة الدول العربية، حيث عقد لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأجرى محادثات مع كل من وزير الخارجية المصري سامح شكري وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. إن مصر هي المحطة الأخيرة في الجولة الأولى لوزير الخارجية تشين قانغ بعد توليه المنصب، وتعتبر هذه الزيارة عملا دبلوماسيا مهما للجانب الصيني من أجل الدفع بتطبيق مخرجات القمة الصينية العربية الأولى التي تكللت بنجاح تام.
إن مصر أولى دولة عربية وإفريقية أقامت العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، وإن الصداقة الصينية المصرية راسخة ومتجذرة في التاريخ. على مدى أكثر من 60 عاما منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قطعت العلاقات الصينية المصرية أشواطا بعيدة، إذ أن البلدين أقاما علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وعملا على إنجاز المشاريع النموذجية في إطار بناء "الحزام والطريق" مثل منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري ومنطقة الأعمال المركزية للعاصمة الإدارية الجديدة ومشروع القطار المكهرب لمدينة العاشر من رمضان. إن التواصل الثقافي والإنساني بين البلدين متنوع، بدليل أن الصين أنشأت المركز الثقافي الصيني في مصر، وهو يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وأنشأت الصين أربعة معاهد كونفوشيوس وفصلي كونفوشيوس وورشتي لوبان في مصر. وأطلقت مصر البرنامج التجريبي لتعليم اللغة الصينية في مدارسها الإعدادية في عام 2022. تحت القيادة الاستراتيجية للرئيس شي جينبينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي، حققت العلاقات الصينية المصرية طفرة كبيرة، وصلت إلى أفضل مستوى في التاريخ، وتتقدم حاليا بخطوات واسعة نحو إقامة المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد.
إن الصين والدول العربية تربطهما الصداقة المتسمة بتبادل الإعجاب والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك. شهدت العلاقات الصينية العربية تطورا كبيرا منذ بداية القرن الجديد وخاصة في السنوات الـ10 الماضية، إذ أقام الجانبان علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة ولمستقبل أفضل، وأقامت الصين علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة أو علاقات الشراكة الاستراتيجية مع 12 دولة عربية، ووقعت وثائق التعاون بشأن التشارك في بناء "الحزام والطريق" مع 21 دولة عربية؛ وأصبحت 16 دولة عربية أعضاء في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. في الفصول الثلاثة الأولى من عام 2022، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية 319.3 مليار دولار أمريكي، بزيادة 35% عما كان عليه في العام الماضي. انعقدت القمة الصينية العربية الأولى بنجاح على أساس التطور المستمر والسليم للعلاقات الصينية العربية، حيث اتفق الجانبان على العمل بكل الجهود على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، وأطلقا الصوت الصيني العربي المدوي والحازم بشأن رفض التدخل الخارجي والتشارك في بناء "الحزام والطريق" وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي وتكريس القيم المشتركة للبشرية جمعاء وغيرها من القضايا المهمة، كما توصلا إلى أكثر من 300 إجراء للتعاون العملي، وستصبح هذه القمة معلما جديدا في تاريخ العلاقات الصينية العربية بكل التأكيد.
عقد وزير الخارجية المصري سامح شكري وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط مؤتمرا صحفيا مع وزير الخارجية تشين قانغ كل على حدة، حيث سجل سامح شكري في كلمته تقييما عاليا لتطور العلاقات الصينية المصرية، قائلا إن الصين ومصر كليهما دولة ذات حضارة عريقة، وإن العلاقات الصينية المصرية ضاربة في عمق التاريخ، وصارت قدوة للصداقة والتعاون والتواصل والاستفادة المتبادلة في تاريخ الحضارة الإنسانية. تفتخر مصر بأنها أولى دولة عربية وإفريقية أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين الجديدة في عام 1956، ويعتز الرئيس عبد الفتاح السيسي بصداقته مع الرئيس شي جينبينغ، إن مصر تحرص على العمل مع الصين لمواصلة تواصل الاستراتيجيات التنموية وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية لتحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك على مستوى أعلى. كما ترحب مصر بالسياح الصينيين ومواصلة توسيع نطاق التواصل الثقافي والإنساني، بما يعزز التفاهم بين الشعبين على نحو أعمق.
سجل أحمد أبو الغيط تقييما عاليا للصداقة الصينية العربية، حيث قال إن طريق الحرير القديم ربط الحضارتين الصينية والعربية ربطا وثيقا؛ إن مبادرة "الحزام والطريق" المطروحة من الصين تعد امتدادا للتواصل الودي بين الصين والدول العربية، ستكون الدول العربية محطة مهمة في "الحزام والطريق" بكل التأكيد؛ وحققت القمة الصينية العربية الأولى طفرة تاريخية للعلاقات الصينية العربية، وتحرص جامعة الدول العربية على بذل جهود مشتركة مع الجانب الصيني في تسريع وتيرة تنفيذ "الأعمال الثمانية المشتركة"، وترجمة النتائج المثمرة للقمة على الأرض، بما يخدم مصلحة الشعب الصيني والشعوب العربية بشكل أفضل.
قامت وسائل الإعلام المصرية والعربية بتغطية مكثفة لزيارة وزير الخارجية تشين قانغ إلى مصر، حيث علقت أن هذه الزيارة زيارة عملية حققت نتائج مثمرة، وسيتم من خلالها تنفيذ توافقات الرئيسين لتحقيق مزيد من التطور للعلاقات المصرية الصينية والعربية الصينية، كما أشادت بالتآزر والتساند والتضامن والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك بين مصر والصين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وأكدت أن التعاون المصري الصيني يشهد نقاط ساطعة على أساس الصداقة التاريخية بين البلدين التي نبعت من طريق الحرير القديم وتعززت بفضل "الحزام والطريق"، مشيرة إلى أن زيارة وزير الخارجية الصيني الجديد إلى مصر في جولته الخارجية الأولى تعكس بجلاء أهمية العلاقات المصرية الصينية والعربية الصينية، وأن تعميق علاقات الشراكة مع الصين سيسرع عجلة التنمية في مصر ويأتي بفرص للمنطقة برمتها.
علقت صحيفة "الشرق الأوسط" على زيارة وزير الخارجية تشين قانغ هي في إطار متابعة تنفيذ مقررات القمة العربية الصينية، وكذلك متابعة تنفيذ برامج الشراكة والتعاون في إطار منتدى التعاون العربي الصيني بكافة قطاعاته المختلفة. وقالت قناة "العربية" وغيرها من وسائل الإعلام إن الدول العربية والصين شريكان حميمان في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، كما أن "الأعمال الثمانية المشتركة" التي طرحها الرئيس شي جينبينغ أثناء القمة حددت اتجاه تطور التعاون العملي بين الجانبين الصيني والعربي، وستساهم زيارة وزير الخارجية تشين قانغ هذه بقوة في تنفيذ مخرجات القمة وستضفي بديناميكية جديدة على علاقات الصداقة العربية الصينية.
تتقدم العلاقات الصينية المصرية والعلاقات الصينية العربية حاليا في الطريق نحو أفق جديد، لا شك أن الجانبين سيعملان على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، وتكريس روح الصداقة الصينية العربية المتمثلة في التضامن والتآزر والمساواة والمنفعة المتبادلة والتسامح والاستفادة المتبادلة، وبذل جهود مشتركة لفتح أفق أرحب للصداقة الصينية المصرية والصداقة الصينية العربية.
Appendix: